نتاجك موسوعة


29-6-1990
شربل بعيني
دهشة الحرف الواقف بين يديك أنموذجاً حياً مشرشراً كزغاليل إضمامة من نور بهيج، يتسلق شعفات من جبال العاطفة الرقيقة في يراعتك الذكية، مسافراً على الدروب الجبلية، رابضاً كلبوة جميلة ترمق الوهاد، والشعاب، تراقب الطرق خوفاً على أجرائها.
كنت ذكياً في (أحباب)، ديوانك المولود جديداً. مباركة هي حروفك، ومبجلة هي عباراتك الشعرية ذات الجرس الرقيق!.
شربل..
تأخرت عني، تأخرت في إطلالتك، تأخرت في إرسال قوافل حروفك، تأخرت حتى في غيابك عني، وعندما ينقطع عني صوتك، فكأن القارة الأسترالية كلها قد انفصمت عن هذا الكون.
أصبت بدهشة صارخة، وأنا أتصفح ديوانك، اعتقدت جازماً أنني أنا الذي خططت هذه التخطيطات في ديوانك. وأخيراً وجدت أنها لجورج حداد.
آمنت الآن بالتقمّص الذي تبجس ينابيعه من أصابع الفنان.
جورج حداد، حتماً، هو شقيق روحي، ربيب نفسي، وإلا من يستطيع أن يميّز تخطيطاتي من عروق خطوطه.
أبعث طياً مثالاً عن رسومي الشفافة، ولا تستطيه أن تفصلها عن جورج حداد. حتماً هو أخي في الموهبة، والطاقة، والحلم، والتأمل.. عانقه عوضاً عني، وإذا اختلفنا فالسبب المباشر سيكون القلم الذي نرسم به.
لا تقطع أخبارك عني، ونتاجك موسوعة، أنت معطاء بجرأة متناهية.
دمت مع مودة الذي لا ينساكم.
الأب يوسف سعيد
**