نقرة على طبلة الاغتراب


العزيز شربل بعيني
مودة من القلب..
عدت من المربد التاسع، بعد أن واكبت مهرجانه الضخم، والتقيت هناك بجاد الحاج على أمل أن نلتقي، ولكننا لم نلتقِ، الوقت وقت شعر، أضيق من فتحات ضوئية في غيمة شتاء يحمل كل كآبة الوقت المحفوف بالمطر، والثلج، والعواصف.
سلّمت ديواني على أمل أن يطبع، واسمه (بهيموت والبحر)، هكذا استوحيت اسمه، وهو يخرج من معمودية مياه الجداول البعيدة قاصداً البحر الكبير. وإذا طبع، فهل ينسى العزيز جداً شربل بعيني، هذا الطائر الذي يقطع الضفاف، ليصل إلى سواحل أوقيانوس الكلمة المجنحة، وليصطاد في قيلولته نسور الحلم، الحلم الذي نمارس شرائعه يومياً.
وصلني، واستلمته مع الشكر والامتنان كتابكم (شربل بعيني ملاح يبحث عن الله) بقلم المحلل الأدبي الأخ محمد زهير الباشا. والكتاب في تحاليله رائع ومشوّق، وأخّاذ، وربما كان مصدر تنفيس للمؤلف الكريم، حاملاً مع شفرتي يراعته غضبه من دنيا يعيشها، ولا يجد من يحترم مقدسات هذا الوطن الكبير الذي أنجبنا. شكراً لكم، وأجزل الشكر للمؤلف الجليل.
أنتم (نقرة) على طبلة الاغتراب، ونبضة مشلوحة على أوتار الكلمة، تعيدوننا إلى عالم واقعنا، ونحن على ضفاف الاغتراب، وشعركم بالعامية أشد فصاحة وتعبيراً من الفصحى. فإذا يمارس الفصحى شعراً، يجب أ، يغرف ليل نهار من ينابيعها التي لا تفيض. إقرأ لي قصيدة لشاعر ما أقول لك كم قرأ.
آمل أن أسمع صوتك، وأن لا يتوقّف صرير يراعتك عن العطاءات.
هذا العالم الكبير ظمآن إلى نفثات الشعر، فقد أتخمته المادة إلى حد القرف.
واسلم لمن يكن لكم كل مودة واحترام.
الأب يوسف سعيد
**