أغلى انسان

السويد 14-1-1988
العزيز جداً الشاعر شربل بعيني المحترم
مودة شاعرية طيبة..
تنساب كلماتك بتؤدة فوق طرس الكلمة في جرائد المهجر، أستشف ذلك من جريدة (صدى لبنان)، التي وصلتني. كنت رائعاً جداً، ونفسك الأدبي أصيل، طالع، واكتب، وانشر.
رجاء زودني بدواوينك كي أكتب عليها وعنها ما يريحك ويريحني.
أيامنا في بغداد والمربد، ولقاءات حميمة مع الشعراء لن تنسى إطلاقاً.
حقيبة واحدة لم تصلني بعد، كان من الأجدر أن يرافقني ممثل عن وزارة عن وزارة الثقافة، يظهر أنه نسي، والشحن يكلف، فما كان مني إلا أن أترك حقيبة الكتب عند أهلي.
كيف جاد الحاج، هل لك أن تكتب لي عنوانه، مشتاق أنا إليه، هذا الإنسان الذي يملك طموحاً، ومغامرة استمرارية، بلغه اشواقي وتحياتي، وقل له في الصيف الماضي كنت في بيروت بعد غياب 17 سنة، ولولا وديع سعادة وجو الحاج، لكنت في بيروت كنبي كسيح ومضطهد وغريب، لكنت وحيداً لا يفهمني أحد، سوى هذا القمر وكواكبه، وهذه الشمس. كان كل شيء مغضناً، الطبيعة في لبنان بدأت تشيخ، والخضرة في السنديان بدأت مرغمة تأخذ لون الرماد،، حتى نحن، قل له، إسفنجة الشعر، أبداً لا تتوقف ثقوبها الدقيقة عند امتصاص مادة (التحفّز)..
شربل..
زوّدني بكل مل تكتب.. الشعراء طاقات، كل شاعر يمارس طاقته، ولكنهم إذا التفوا تضاعفت الطاقات عندهم.
حتى نلتقي ثانية لأعانقك وأحبّك يدي في يديك.
ها أنا أستودعك يا أغلى إنسان، واسلم لمن يكن لك كل مودة واحترام.
الأب يوسف سعيد
**